بقلم- خالد البرماوي:
عد أن انتهت ثورة الضباط الأحرار عام 1952 بنجاح، ظهرت دعاوى كثيرة، تهاجم الثورة وأسبابها وما وصلت إليه، وتتهمها بأنها أرجعت مصر سنوات للوراء، وان الضباط الأحرار هم من نهب وسرق السرايات وثروات البشوات، ورغم سذاجة هذه الأكاذيب، إلا أنها وجدت من يصدقها، مثلما حدث مع شباب التحرير، أصحاب ثورة الغضب 25 يناير.. وكأن هذا هو مصير كل الثورات النبيلة في حياة المصريين !!.
الفرق بين الهجوم الذي تعرضت له ثورة 1952، وثورة شباب التحرير، أن الأولي ظهرت الاتهامات فيها بعد أن مات أغلب من قام بها.. بينما الثانية، ظهرت الاتهامات سابقة التجهيز معلبة، قبل حتى أن تنتهي، وبصورة أكثر قسوة ودناءة، وللأسف وجدت أكاذيب "أعداء الثورة" أذن تسمعهم، وعقولهم تصدقهم، وبعض الألسنة تردد.. ويا لطيبة المصريين.. فعلاً استطاع النظام أن يغيب العقول، ويرسخ ثقافة "التربص والمؤامرة"، حتى بات الشعب لا يصدق انه قادر علي التغيير !!
أسوء ما يمكن أن يعانيه إنسان "عنده دم".. هو أن تتهمه في سمعته وشرفه، وأسوء تهمة يمكن أن توجهها لشرف إنسان مخلص، هي خيانة الوطن، والعمالة لدولة أجنبية، وبصورة مجانية، عن جهل وعدم دراية.. أي أنهم مجموعة من الخونه والسذج..
الاتهامات انهالت، وجاءت من كل ميكروفون وشاشة وصحيفة تتبع الإعلام الحكومي وبعض أتباعه من الإعلام الخاص، فراحوا بكل همة وحماس يخوضون في شرف أنبل جيل جاء لمصر منذ سنوات بعيده.. رغم أن دماء شهداء التحرير مازالت ساخنة لم تجف بعد.
اتهموهم بأنهم ينفذون أجندات أجنبية.. فتارة يقولون أنهم شباب مدفوع من إسرائيل وأمريكا، وتارة أخري حماس وحزب الله وإيران. ودائماً وابدأ الإخوان المسلمين.. بدم بارد، وبوجوه كلحة، يخوضون في سمعة هؤلاء الشباب الأشراف، الذين أعادوا لمصر كرامتها وعزتها بعد سنوات من المهانة.
علي قصة الأجندات، شباب ثورة التحرير، قرروا توزيع اجندات مجانية علي كل المتظاهرين، علي أن تكون الاجندة "الكحلي" للشباب، بينما الاجندة "البمبي" للفتيات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق